أرسل (أ. أ) الى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمري 25 سنه, اول مره أقرر أفتح قلبي و أشكي همي لحد, مع ان همي كبير, ومشكلتي كاتمه على نفسي من سنين , لكن طول الوقت كنت بخاف و باخجل اني احكي أو أتكلم مع أي حد عشان نظرات الناس مش هاترحمني…
الموضوع باختصار اني تعرضت لحادث اعتداء علي و انا طفل عمري 7 سنوات, و الحادثه دي كانت قوية التأثير جدا على نفسي بالرغم من انه محدش عرف عنها حاجه, و لا يوجد لها أي آثار مرئيه أو ملحوظه, لكن كل الي أقدر اؤكده انها اتحفرت جوايا, و سابت في قلبي ألف آثر حتى لو مكانش حد شايفهم, انا لوحدي الي حاسس بيهم.
الموضوع ده خلاني انسان عصبي بصفه عامه, خاصة في البيت, لكن الي أهم من كده انه خلاني اخاف أدخل في أي علاقه مع الجنس الآخر, فأنا لغاية ما وصلت ثانويه عامه كنت باتجنب حتى مجرد الكلام مع أي بنت, وحتى لما دخلت الجامعه, و قابلت بنت جميله حبيتها من كل قلبي, وهي كمان بادلتني نفس الشعور, خفت أكمل معاها و أوعدها بالجواز و الارتباط, ولأني طبعا مكانش ممكن احكي لها الحقيقه, تهربت منها و انهيت علاقتي بيها بشكل غير مفهوم, أندم عليه و على فقدانها بشده حتى الآن, لكن ما باليد حيله, اشعر وكاني لم اعد اصلح للارتباط و الجواز و مثل هذه الأمور الطبيعيه بالنسبه لأي شاب.
المشكله الأكبر الآن هي اني اصبحت لا اعرف من أنا؟, هل انا طبيعي, ام مريض نفسي؟, هل اصلح للزواج ام لا؟, هل يجوز لي الارتباط ببنات الناس أم أن ذلك يعتبر خديعه لهم؟, دايما بافكر ياترى لو ارتبطت بانسانه محترمه, و عرفت بعد كده الي حصل لي هايكون رد فعلها ايه؟, هاتفكر تسيبني و تبعد عني؟, هل هاتعتبر اني خدعتها و خنتها؟, انا عن نفسي لا اقبل ان ارتبط بانسانه مرت بنفس تجربتي, فازاي اضمن ان الي هارتبط بيها ممكن توافق على وضع زي ده؟.
أحيانا يصل التفكير بي الى حد اني اعتقد ان عندي انفصام في الشخصيه, لأني مع الناس باتكلم و باتعامل بطريقه, ومع نفسي بافكر و باتكلم بطريقه تانيه خالص, كمان احيانا كتيره بيتهيألي اني لما امشي في الشارع ممكن الناس تشاور عليا و تتكلم عني, وساعات بافضل ابص على نفسي في المرايه قبل ما انزل, عشان أتأكد ان مفيش أي حاجه باينه عليا, مع اني عارف ومتأكد مسبقا ان الموضوع ده مالوش أي اثر ملحوظ, أنا خلاص قربت اتجنن, و نفسي اتكلم مع حد يكون فاهم في المواضيع دي.
هل انا مريض؟, وهل الموضوع ده له حل أو علاج؟, وهل المفروض استشير طبيب نفسي؟, ياريت حضرتك تردي عليا و تفيديني لأن الموضوع حساس جدا و مش قادر اتكلم فيه مع حد, و لايوجد من أثق فيه في محيطي, وكمان الموضوع مسيطر على تفكيري و حياتي و مستقبلي وحاسس اني مش قادر أكمل كده من غير ماحد يساعدني.
والى (أ) أقول:
أولا مشكلة حضرتك متكرره جدا بشكل مش ممكن تتخيله, يعني انت مش لوحدك الي مر بتجربه زي دي في الصغر, صعوبة الموضوع ده , ان احنا اتربينا على ان الي حصل له كده يبقى هو الي غلطان, وهو الي وضعه مشين, وهو الي قليل الأدب و و و و …..الى الصفات الغير لائقه التي لا تنتهي , لكن حقيقة الأمر غير كده تماما يا سيدي, الحقيقه ان حضرتك و أي حد حصل له كده, ضحيه, مفعول به, مجني عليه, يعني لا يمكن لومه او نقده او القاء المسئوليه عليه بأي شكل من الأشكال.
كل ما تشعر به طبيعي جدا في حالتك, و كل مشاعرك هذه شائعه بين كل من مر بهذه التجربه, لكن طبعا بدرجات متفاوته على حسب عمق تأثير الماضي على كل حاله, صدقني الموضوع ليس بالحجم الي أنت متخيله, ده مش تقليل من شأن المشكله, لكني باكلمك بمنتهى الحياديه و الأمانه العلميه, انت حاسس بعظمة الموضوع عشان عمرك ما اتكلمت مع حد متخصص في الموضوع ده, لكن لو حصل هاتفهم أد ايه ان مشاعرك دي عاديه جدا و طبيعيه جدا, و الأهم ان لها حل و علاج, وممكن جدا يكون بالكلام و الجلسات فقط و بدون ادويه كمان.
نصيحتي ليك انك ماتتكلمش عن الموضوع ده مع اي حد اطلاقا, الا مع طبيب نفسي, لانه هو الوحيد القادر على استيعاب كلامك, و هو الي هايقدر يفهمك الحقيقه بالضبط, و بالتالي هاتخرج من (الوهم الكبير) الي انت عايش فيه , زيارتك للطبيب هاتفهمك أد ايه انت واخد فكره غلط عن مشكلتك, وهاتفهمك انك ممكن جدا تكمل حياتك كشخص طبيعي , و تحب و تتحب و تستمتع بكل مباهج الحياه.
كمان في كتاب ليا اسمه (لاتكره نفسك) , كنت كاتبه فيه عن حاله مشابهه لقصتك, ممكن لو تحب تسأل عنه في اي مكتبه كبيره, ممكن تلاقي فيه ضالتك.
أحب اطمنك بمنتهى الأمانه و الصدق ان مشكلتك لها حل, وانك شخص عادي, و انه سهل جدا انك تعيش بشكل طبيعي تماما, كل مافي الأمر انك فعلا محتاج لمساعدة حد متخصص, عشان كده ارجوك خد الخطوه دي و لا تخجل او تتكاسل, وان شاء الله هاتشوف فرق كبير جدا في فتره بسيطه جدا.
ونصيحتي الثانيه لا ترتبط أو تقبل على الزواج حاليا, الا بعد أن تشعر أنك اصبحت خالي من أي آثار لتلك التجربه المريره, حتى لا تؤثر على مستقبلك,وفي النهايه أتمنى لك كل الخير.